.: ودفـنت الأحــلامـ :.:
*
*
*
هـنا بنت جمـيلـه .. مش بس فـى شكـلها كمان فى رقتهاوآخـلاقها
محـبوبـه بين الكـل وبيشهد ليها كل ال يعرفها وليها صحاب كتيير
هـى فـى سنه تانيه كليه ألسن وبتحـب جدآآ القـرآءه والمطالعـه واللى خلاها تحب القرآءه يوسف ....
أقـرب صاحـبه ليها هبة اصحاب من الإعـدادى وعـمرهم مازعـلو من بعـض ولا فرقهم حـاجه ومع بعـض فـى نفس الكـليه كمان ..
وعـلى طـول كـل حاجـه بتحصـلهـم وبيحكـوها لبـعض وامـ هنا وام هبه اصدقآء
هـبه ليها اخ اسمـه يـوسف
يـوسف إنسان حساس ومجتهـد ومتميـز فى كـل حاجـه
فـى آخـر سـنه فى هـندسه
وبيحـب جـدآآ القـرآءه
ده دلـوقتـى
-
-
من خـمس سنين وهـنا معـجبه جـدآ بـ شخصيه يوسف
وبتآبع آخبآره من هـبةوحـبه القرآءه وكـل حآجه هـو بيحبها
ومع الايآمـ اتعـلقت بيه جـدآآ وحـبتـه حـب
خـلاها تفـضل انه يكـون فى قلبهآ ومش تقـوله
وفـى كـل عـيد مـيلآد ليه كآنت بتجيبلـه هـديتين
هـديه بتـديهـاله
وهـديه بتخـليهآ معاهاوبتكتبـله عليها كلام مش قدرت تقـوله عـليه
وكـل عـيد حـب بتجـيبله هـديه وتكتب ـ ليه بـردو وبتخـبى الهدايا دى
وفـضـل حبهآ يكـبر كـل يـوم .. كـل دقـيقـه ..كـل ثآنيه
بقت بتتمنا انها لمآ تتصل بـ هـبه هـو يـرد عشآن تسمع صـوته
ولمآ تروحلهآ تشـوفـه
يـوسف كان بيجيب لـ هنا كـتاب كـل اسبـوع تقرآه ويتناقشـو فيه
بعـد مآتقرآه
ومن حبها فيـه بقـت مش بتفتح الكتآب اللى بيديه ليهآ وبتعـينه
عشآن تفـضل ايـده هـى اخـر ايـد لمسـته
وتنزل تشترى نفس الكتآب وتقرآءه وتنآقشـه فيه
ومـرت الايـآمـ والسنين
ودخـلت هـنآ وهـبه الجآمعـه
وبـردو صـدآقتهـم بتـزيـد مع الايآمـ
وكآنـو متفـوقين جـدآ ومتمـيزين
وبقـى يـوسف فـى آخـر سـنه فـى كـليته
وكآن رآكب عـربيته ورآجع ومش كآن مـركـز
وفجأه عـمل حآدثـه
واتنقـل المستشـفـى ..
هـنآ فجآه قلبهآ اتقـبض
وبكـت من غـير مآ تحـس
أتصلت بـ هبه تطمن عليهآ
ولقـيت صـوتهـآ متغـير ومش قـدرت تمسكـ نفسهآ
وانهارت
هـنآ اتخـضتـ وقلبهآ اتقـبقض اكتر
وبتسألهـآ " مـآلك " وهى خآيفـه يكـون فى حآجه حصـلت
وقـآلت لهآ هـبه ان يـوسف عمـل حآدثه وهمآ فى المستشفى وقآلت لهآ اسمهـآ
هنآ رجلهـآ مش بقيت شايلآهـآ بس مسكـت نفـسهآ وجمـعت كـل ذره قـوه جوآهآ
وخـرجت من البيتـ وهـى بتجرى ودموعهآ مش مخليآهآ شآيفه
قـدآمـهآ وبتدور على تآكـسى يـوديهآ المستشفى
ووهـى بتجـرى
خـبطتهآ عـربيه ... وكآن ده قـدرهآ
وفآرقت الحيآه
وفـى قلبهآ وعقلهآ اسمـه وهمسآته وكلآمـه وكـل لحـظه حـلوه عآشتهآ فى حبهآ ليه
-
-
فى المستشفى عند يوسف فجأه يـوسف فآق من الغـيبوبه
وزعـق جـآمـد وقآل هـنآ هـنآ
ودخـل فـى غيبـوبه تآنـى
اتفآجىء اهـله وقـلقـو عـليه اوى وجـه الدكتور وطمنهـم
واتسآئلوآ هو ايه اللى خـلآه يقـول هـنآ بالذآت
وقـلقـت هبـه اكتـر
واتصـلت على هنآ كتير وهـى مش ردت
واتصلت على البيت ومحـدش رد
قلقت وسآبت يـوسف ورآحت لهنآ البيت لقيت النآس بتعـيط وحـزينه
خآفت تسأل فـى ايه ومن غـير مآ تسأل سمعت اسمـ هنآ وهى بيتقآل عليهـآ
"الله يرحـمهـآ"
اغمـى عـليهآ ولمآ فآقت بكـت واتصـلت بـوآلدتهآ وقـآلتلهـآ
وعـرفت ان يـوسف فآق بالسـلآمـه
وقآلت لوآلدتهآ مش تقـوله اللى حـصل
-
-
-
ودخـلت هبه غرفه هنآ وفتحـت حآجتهآ
وشآفت الهـدآيآ والكلآم المكتوب عليهآ
وانهآرت فى البـكآء
وخدت الحآجآت معـآهـآ
ورآحت لـ يوسف المستشفـى
ومش قدرت تمسك نفسها وهى اللى قالتله
ولما قالتله
شال المحاليل اللى فى ايده وطـلع يجـرى زى المجنـون
ورآح عـند قـبرهآ
وبكآ كتيير اووى
وغمض عنيه وكأنه نآم
فهـمت هبه انه رآيح عنـدهـآ ومنعـت اهلها انهـم يمنعـوه
وخدت الهـدآيآ ورآحت ليه
وخـلته يقـرآهآ
وهمآ الاتنين منهـآرين
بعـد مآ قرآهمـ انهـآآر اكتر وقآل انا السبب انـى مش اتكـلمت
انا السبب انى مش اتكلمت
لـوكآنت فتحت كتآب من اللى جبتهم ليهآ
كآنت عـرفت انا بحـبهآ اد ايه
بس من حبى ليها مش قدرت انطق بالكلام ده
آنـآ السبب آنـآ السبب
-
-
-
يـوسف هـو كمـآن كان بيعشق هـنآ
وكآن بيكتب اشعـآر فيهـآ وبيحطهـآ فـى كـل كتآب بيديه ليهـآ
وفهـم انهـآ مش بتقـراء الكتب وبتروح تجيب زيها
بس بردو كان بيكتبلها وبيقولها انه بيحبها
بس بردو من حبه ليها مش قدر يتكلم
ووهو ماشى بـ عربيته
كان بيتخيلها وبيفكر ازاى يعترف لها
وانه خلاص مش هيسكت اكتـر من كـده
ودة اثر على تركيزه وخلاه عمل الحادثه
-
-
-
-
اثـر الحآدثه مش كآن لسه موجود
ومش كان رآح وكان مأثر تأثير شديد على قلبه
والآجهـآد اللى كان فيه
خلا ضربآآت قلبه سرعه
ووهو بيتكلم مع هبه
قالها
انا حاسس انى هموت وعايز قبرى يكون جمب هنا
الدنيا فرقتنا بس هنتجمع فى الآخـر
وزآد تعـبه وهـو كآن رآفض الحيآه
ومش اتحـمل
و
فآرق الحياه ..
-
-
-
هبه مش بقيت عآرفه تعمـل ايه
صآحبه عمرهـآ وأختهآ وحـبيبتهـآ مـآتت
واخـوهـآ واحـن قلب عـليهآ وحبيبها مـآت
ومش اتهـنو بحـيآتهمـ مع بـعض
-
-
-
جريت هبه على بيت هنـآ ودورت وطلعـت الكـتب
ورآحت اوضـه يوسف ودورت ولقيت هـدآيآ واشعـآر عن هـنآ
وبعـض كتب ليهـآ وكشآكيل بتآعتهـآ وفيهـآ خـطهـآ والهدآيآ اللى كآنت بتجيبهـآ ليه
ورآحت عند قـبرهــم وحفـرت حـفـره
ودفـنت فيهـآ كـل ده
ذكـرآيتهـم واحـلآمـهم وامنيآتهـم
و
][دُفنت الاحـلآمـ ][
ومرت الايـآمـ
واتجـوزت هـبـه
وخـلفت بنت وولـد زى القـمـر
وسـمه البنت هـنآ
والـولـد يــوسف
وفضـلت ديمآآ فكـرآهـم
_
_
_